عز الدين الكلاوي

أفكار

انطلقت كأس «الفيفا» العرب ظهر أمس بثلاث مباريات، كان من بينها لقاء الأبيض الإماراتي مع نظيره السوري، في اليوم الافتتاحي، وهي النسخة العاشرة من عمر البطولة التي بدأت عام 1963، وأقيمت 9 نسخ منها بغير انتظام، وهي أيضاً النسخة الأولى برعاية واعتراف «الفيفا»، الذي منحها كذلك اسمه، نتمنى أن تنتظم بشكل دوري كل عامين أو 4 أعوام، وتستمر برعاية ودعم «الفيفا»، ولا تكون مجرد نسخة وحيدة على هامش المونديال القطري تجريباً واختباراً لملاعب المونديال ومختلف آلياته ونظمه.

وبعيداً عن نتائج اليوم الأول، ومع الجدل الكبير الذي رافق ما قبل انطلاقة البطولة، ومناقشة جدواها الفنية وكيفية استغلال مدربي المنتخبات لها، ولعب العديد من المنتخبات بالصف الثاني أو الفريق الرديف أو الأولمبي، أو بغياب اللاعبين العرب المحترفين بالقارة الأوروبية، بعيداً عن ذلك كله، فإنني أعتقد أن المكاسب الفنية للمنتخبات التي تستعد لبطولات رسمية مثل تصفيات المونديال لبعض منتخبات عرب آسيا، أو نهائيات الأمم والتصفيات المونديالية لعرب أفريقيا، ستتحقق بطرق مختلفة، وللمرة الأولى اتفق في الرأي مع بيرت فان مارفيك، المدير الفني لمنتخب الإمارات وأتوقع أن تكون هناك فوائد فنية عديدة لمنتخب الإمارات من هذه البطولة.

وأقصد بالتحديد اتفاقي مع مارفيك على ضرورة اللعب بالصف الأول مع تجريب بعض العناصر الصاعدة الواعدة، وذلك بسبب وجيه، لأن مارفيك ربما يريد إصلاح أخطائه السابقة في إهمال المباريات التجريبية خلال معسكراته المتعددة، ما لم يمنحه الفرصة للتعرف بشكل دقيق على كل اللاعبين واختبار قدراتهم في ظل ظروف مختلفة، ولم يصل لأفضل تكتيك وطريقة لعب تناسب اللاعبين، وتحقق مستوى التجانس والتناغم المطلوب بين الفريق رغم طول فترة المعسكرات، والمباريات الرسمية الستة التي خاضها المنتخب الأبيض، ولم يحقق منها سوى فوز وحيد مقابل 3 تعادلات وخسارتين.

مارفيك يدرك جيداً أن المنتخب الإماراتي بفوزه الوحيد واحتلاله المركز الثالث بفارق نقطة عن لبنان ونقطتين عن العراق، فهو في خطر داهم يستحق المغامرة والتركيز على اللعب الهجومي، والسعي لانتزاع النقاط الثلاث في كل مباراة وخاصة في مباراتي العراق وسوريا، وهو يعي جيداً أن فرصة أداء 3 مباريات في بطولة ودية غير مؤثرة، ستتيح له فرصة احتكاك بثلاثة منتخبات عربية ومنها المنتخب السوري، المشارك معه في مجموعة تصفيات كأس العالم، ومن ثم يمكن الاستفادة في تنظيم بعض الأمور الفنية لضبط التكتيك وتأكيد الانضباط والالتزام وتجريب جزيئات الهجوم الضاغط والمغامرة الهجومية المحسوبة من أجل انتزاع النقاط، كما حدث في مباراة لبنان ببيروت التي تحقق فيها الفوز الوحيد.

وإذا ما استطاع مارفيك تحقيق تلك الجزيئات في مباريات مرحلة المجموعات، وما بعدها إذا ما واصل مشوار المنافسة على اللقب العربي، فإنه يكون قد نجح في تحقيق أقصى استفادة من البطولة، بصرف النظر عن النتيجة النهائية للمشاركة والحصيلة والإنجاز.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

وبعيداً عن مباراة سوريا وأياً ما كانت نتيجتها، فما زال في الوقت متسع لمزيد من الاستفادة أمام تونس وموريتانيا، وربما أمام منتخبات أخرى في مراحل متقدمة وقد تكون من بينها العراق الشريك الآخر في مجموعة تصفيات المونديال.

تمنياتنا بالتوفيق لكافة المنتخبات العربية، ببطولة ناجحة وبالتوفيق للأبيض ومدربه في تحقيق الفوائد الفنية وجني الثمار الأفضل في البطولة.