عز الدين الكلاوي

لم أتخيل أن تصل أجواء كأس الفيفا للعرب، المقامة حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة، إلى مثل هذا الزخم الشبيه بالمونديال والحماس الكبير بين المنتخبات المشاركة والحضور والتواجد الجماهيري المكثف، الذي وصل إلى ما يقرب من 40 ألف متفرج، بنسبة نحو 95% من المدرجات في بعض المباريات، ويكون بمثابة بروفات حقيقية لمونديال كأس العالم 2022 في قطر، وربما لا تصل إليه هذه النسبة في المونديال نفسه.

وأعتقد أن ردود الفعل المتسمة بالإحباط والغضب التي أحاطت بخروج بعض المنتخبات الكبيرة، تعبّر عن عدم سعادة الجماهير من الاتحادات أو مدربي المنتخبات التي لم تشارك بفريقها الأول، مثل المنتخب السعودي الذي لعب بالمنتخب الأولمبي، ودفع الثمن بخروجه مبكراً بنقطة وحيدة بعد تعادل وحيد مع فلسطين وهزيمتين من المغرب والأردن.

ورغم الغيابات الاضطرارية لنجوم الصف الأول المحترفين في منتخبات شمال أفريقيا مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس، فإنها عوضت عن ذلك بمشاركة أفضل لاعبيها المحليين، وظهرت بمستوى كبير، وتأهلت جميعها إلى دور الثمانية وقدمت مباريات كبيرة، خاصة لقاء مصر والجزائر، الذي أسفر عن التعادل وتصدر منتخب مصر بفضل نقاط اللعب النظيف.

وكما أثنيت على قرار مارفيك الهولندي مدرب المنتخب الإماراتي، بلعبه بالصف الأول من نجوم المنتخب قبل بدء البطولة، أؤكد سلامة قراره، والذي صب لصالح خوض المنتخب بروفات قوية دولية مع منتخبات كبيرة، تعوض قلة المباريات التجريبية للأبيض، وهي إحدى سلبيات مارفيك رغم كرم اتحاد الكرة الإماراتي، بتوفير معسكرات متعددة للمنتخب خارجياً وداخلياً، وتوفير مساحات زمنية كافية بإيقاف الدوري، ولكن مارفيك لم يستغلها بتكاسل، مفضلاً الاكتفاء بالتدريبات والتقسيمات الإحمائية التي لا تكفي للحكم على جودة الإعداد، واختيار التشكيلات الأمثل وطرق اللعب الأفضل، وتقييم حفظ اللاعبين وتطبيقهم لتكتيكات الأداء.

وبصرف النظر عن نتيجة ديربي «الجمعة» بين الأبيض الإماراتي والعنابي القطري، في دور الثمانية لكأس العرب، وهي المباراة التي ستكون حافلة بالتحديات والإثارة والترقب الجماهيري والإعلامي، فإن المنتخب الأبيض، سيكون قد خاض رابع مبارياته القوية في البطولة، وأضاف لخبراته هذا الكم الهائل من البروفات التي، ساعدت على تقييم الأداء والتشكيل والتكتيك، وأظهرت بعض السلبيات سيكون لها فوائد كبيرة بعد البطولة، فيما يتعلق بإكمال مباريات التصفيات المونديالية بداية بالمواجهة القوية مع المنتخب السوري في دبي.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

وحتى نعرف قيمة وقوة منافسات كأس العرب، يمكن أن ننظر إلى المنتخبات المغادرة بعد نهاية مرحلة المجموعات والتي فشلت في التأهل لدور الثمانية، لنجد ثلاث منتخبات عربية تنافس مع الإمارات في المجموعة الأولي للتصفيات النهائية لمونديال 2022، وهي منتخبات العراق ولبنان وسوريا، ورغم الإقرار ببعض العذر لهذه المنتخبات لغياب بعض نجومها، فإنها تبرهن على مشاكل عديدة في صفوفها تؤكد تراجع مستويات أغلبها في التصفيات المونديالية وخاصة العراق وسوريا.

ومع تقديرنا لمشاركة السعودية بالمنتخب الأولمبي، فإن أحوال باقي المنتخبات الآسيوية غير الموفقة تنطبق بشكل أو بآخر على المنتخب البحريني الذي تذيل مجموعته، والأمر نفسه للمنتخب السوداني الأفريقي الذي لعب بكامل نجومه، ولكنه كان المنتخب الوحيد الذي لم يحقق أي نقطة ولم يسجل أي هدف وسكنت مرماه 10 أهداف.