عز الدين الكلاوي

أفكار

استغرب من جري برشلونة بسذاجة، لتجديد التعاقد مع الفرنسي عثمان ديمبيلي، أحد أفشل الصفقات والتعاقدات في الكرة الأوروبية في العقد الأخير وربما في التاريخ، حينما دفع فيه برشلونة في أغسطس 2107، مبلغاً خرافياً قدره 105 ملايين يورو إلى نادي دورتموند، مع حوافز ومكافآت أخرى بقيمة تزيد على 40 مليون إضافية، ولم يتبقَ سوى بضعة أشهر على نهاية عقد ديمبيلي لمدة 5 سنوات كانت حصيلتها هزيلة لدرجة السخافة.

فقد غاب عن الملاعب للإصابات 680 يوماً في حدود عامين تقريباً، وتعرض 13 مرة لإصابات مختلفة، تكررت ليس لسوء الحظ وخشونة المنافسين، ولكن لضعف لياقته وإهماله في العلاج، وضعف عزيمته ونقص جديته، وحياته العشوائية، حيث لعب 119 مباراة وغاب عن 98 مباراة، أي أنه غاب عن 45% من المباريات التي كان لا بد أن يلعبها.

أما عن حصيلته كمهاجم وهداف من الطراز الرفيع، وصاحب ثاني أغلى صفقة في وقت بيعه متساوياً مع الفرنسي الآخر بول بوغبا، ويأتيان بعد صفقة نيمار الخرافية التي وصلت إلى 220 مليون يورو من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، هذه الحصيلة كارثية، فقد سجل 18 هدفاً في 86 مباراة خاضها في الليغا الإسباني، بمعدل هدف كل خمس مباريات تقريباً، وسجل 7 أهداف في 24 مباراة خاضها بدوري أبطال أوروبا، وهدفين في 7 مباريات بكأس ملك فرنسا، وتبلغ الحصيلة الإجمالية لأهدافه في المباريات الرسمية والودية مع برشلونة 30 هدفاً في 126 مباراة.

تخيلوا أن هذا اللاعب المحظوظ بما يتقاضاه والمنحوس في إصاباته والمهمل في جديته والتزاماته، كان يحصل كل أسبوع على مبلغ 210 آلاف يورو، ورغم أنه بالأرقام لا يسجل هدفاً سوى كل أربعة أو خمسة أسابيع!! أي أنه كان يتقاضى مبلغ مليون يورو مقابل كل هدف يسجله!

في إنجلترا، يطلقون على هذه النوعية من اللاعبين، اللاعب المقلب، FLOP، وتعني بالتحديد اللاعب القادم بمواصفات النجم، ثم تظهر عروضه وأدائه في المباريات فشلاً ذريعاً.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

وأعود لاستغرابي من مطاردة برشلونة ومدربه الجديد تشافي، لعثمان ديمبيلي لتوقيع عقد جديد، وأنه سيكون جزءاً من المشروع الجديد للبارسا، وأستغرب من المبالغات الغريبة للابورتا رئيس برشلونة، الذي قال من قبل إن ديمبيلي أحسن من نيمار البرازيلي، ويقارنه الآن بالفرنسي الرهيب كيليان مبابي ويقول إنه يتفوق عليه وأفضل منه أيضاً، ولا أعتقد أنه هناك مقارنة تذكر، فقد لعبا معاً ضمن منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم عام 2018 بروسيا، ولعب مبابي وشارك وأحرز أهدافاً ونال لقب أحسن لاعب صاعد في العالم، ولم يلمس ديمبيلي أرض الملعب ومع ذلك، يحمل ميدالية كأس العالم، التي حرم الحظ منها النجم الأسطوري ليونيل ميسي حتى الآن.

الغريب أن هناك أخباراً عجيبة عن عروض خرافية لعثمان ديمبيلي من ليفربول ومانشستر يونايتد ونيوكاسل الذي يُقال إنه سيدفع له 15 مليون يورو كراتب سنوي، ولا أدري كيف يبني مسؤولي هذه الأندية وجهات نظرهم بشأن هذا اللاعب الغريب، الذي تقاعس عن تعلم الإسبانية طوال خمس سنوات عاشها في برشلونة، فماذا يتوقعون منه بعد قضائه عامين طريح الفراش ومدمناً على الألعاب الإلكترونية خلال عقده مع البارسا، وأصبح الآن مرشحاً كنجم أولى الصفقات المنتظرة في يناير المقبل.