الكثير من أجواء المغامرة قدّمها مصمم الأزياء اللباني العالمي زهير مراد، خلال عرضه لأزياء الهوت كوتور ربيع 2022، إذ بدت العارضات غاية في الأناقة، بأزياء مستوحاة من قراصنة البحار في القرن الثامن عشر، وكل واحدة منهن كانت تبدو وكأنها تبحث عن كنز مخفي في أعماق البحار.
اختيار زهير مراد فكرة أزياء القراصنة، كانت ذكية للغاية، فالقراصنة بالنسبة له الآن رمز للحرية والثقة بالنفس، يتجولون بسفنهم دائماً بحثاً عن الكنوز المدفونة، وهو الأمر الذي أحب أن يقدّمه لعملائه، الذين يتشوقون للخروج للحفلات والسهرات بعد فترة الانقطاع الطويلة منذ أزمة الوباء.
وهُنا يخبرنا زهير مراد عن رؤيته للمستقبل، التي يبدو أنها مليئة بالأمل والتفاؤل والرومانسية أيضاً، رغم كل ما تعّرض له الفترة الماضية، بداية من أزمة الوباء، ووصولاً إلى ضرب الدار الخاصة به في مرفأ بيروت، ولكن مراد قادر على أن يقف على قدميه من جديد، ويقدّم الكثير من الإبداع لنا.
الأقمشة المطرزة والخامات الفخمة
كانت المجموعة عبارة عن الكثير من التصاميم المتنوّعة، مليئة بالحيوية والتفاؤل، فكعادته ركز مراد على الأقمشة الفخمة والمطرزة، وعمل باجتهاد على الأورغانزا، والشيفون الحريري، لتصاميم انسيابية غاية في الجمال.
لفتتنا التصاميم المنفوشة بألوان النود، مع تطريزات الورود، والقصّات الملفوفة على الجزء العلوي التي تُبرز رشاقة المرأة، هذا بالإضافة إلى الموديلات مع الأكمام المنسدلة، والتي بدت كخط مستقيم على ناحية الكتف، لقصّة فخمة وحالمة.
فساتين المكرمية ورسومات الخرائط
استخدم أيضاً زهير مراد فكرة فساتين المكرمية، المصنوعة من خيوط التريكو، لتقديم ستايلات أكثر اختلافاً لسيدات هذا العصر، اعتمدت على الشراشيب، ومزينة بالخياطة المحبوكة، ونتوقع أن تلقى رواجاً في عالم فساتين السهرة، إذ ارتبطت بأذهاننا بفساتين البحر.
كذلك، لفتنا تلك التصاميم مع التطريزات المستوحاة من رسومات الخرائط، تلك التي كان يستخدمها القراصنة، أثناء رحلاتهم البحرية المختلفة، وهي نفس الفكرة التي اعتمدها مراد أيضاً بديكور العرض، إذ كانت تسير العارضات على الخرائط المرسومة على الأرض.
عروس زهير مراد
أما عروس زهير مراد، فجاءت أنيقة ومميزة للغاية، لفستان منفوش بقصّة السندريلا، مع أكتاف منسدلة مزينة بطبقة رقيقة من التول، والموديل مشكوك بالكامل بالخرز الأسود والفضي، وطرحة طويلة من التول مطرزة كذلك، لتصميم كلاسيكي ذي لمسة عصرية.