صناعة الأحداث ونجاحها ليس بالأمر الهين، خاصة في ظل الأوضاع العاصفة التي يمر بها العالم من حروب وجائحة وارتفاع أسعار البترول والغاز والدمار الذي يحدث في اليمن الشقيق وسوريا الجريحة والعراق المريض وليبيا الحزينة وغيرها من القضايا الشائكة، التي تعصف بكوكب الأرض.
مع كل تلك الظروف تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نماذج حضارية ناجحة بسواعد رجالها ونسائها المخلصين والمخلصات من المواطنين والمواطنات وبمشاركة الإخوة المقيمين على أرض الدولة لأهم أحداث عالمية إكسبو 2020 دبي، واستضافة القمة العالمية للحكومات 2022، والتي تستشرف مستقبل العالم بمشاركة قادة ورؤساء حكومات وكبار المسؤولين الدوليين والمفكرين والخبراء لصناعة مستقبل أفضل للإنسان.
يأتي تنظيم القمة العالمية للحكومات بالتزامن مع اختتام فعاليات «إكسبو 2020 دبي» الحدث الأبرز عالمياً في دورة استثنائية، تؤكد أهمية القمة كمنصة عالمية متفردة لصياغة مستقبل الحكومات، وكأهم حدث في أجندة صناع القرار في أكثر من 190 دولة، من أجل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغييرات المتسارعة والاستعداد لها وابتكار الحلول التي تضمن توظيفها في تحسين حياة المجتمعات، كما تركز على آفاق التطورات المستقبلية في مختلف القطاعات العلمية والتكنولوجية والطبية والمجتمعية، وكيفية استثمارها وتوجيهها بما يصب في صالح المجتمعات، ويضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
القمة العالمية للحكومات تعيدنا إلى انطلاقتها الأولى في عام 2013، حيث تُعقد القمة سنوياً تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتشكل منصة عالمية رائدة تجمع تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، وذلك لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في استشراف مستقبل الحكومات حول العالم.
إن المشاركة العالمية الواسعة في أجندة العالمية للحكومات 2022 التي تعقد برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تؤكد على مكانة الإمارات الدولية المتقدمة على أجندة صناع القرار في العالم وتساهم في وضع الحلول المناسبة لمختلف القضايا الإنسانية والدولية، كما ترسخ القمة العالمية على مكانة الخليج العربي في تقرير المصير العالمي، كما أن اختيار موقع إكسبو 2020 دبي لعقد القمة يجسد بوتقة الانصهار بين الشعوب في تحديد مصيرهم ومستقبلهم وأملهم في الحياة.